16 ديسمبر 2025 - 15:27
أمين عام العتبة العلوية يؤكد أنّ العفاف هوية إيمانية والستر حكم شرعي لا مظهر اجتماعي

 أكد الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة السيد عيسى الخرسان، أن العفاف والستر يمثلان ركيزتين أساسيتين في البناء الأخلاقي والفقهي لمدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، مشدداً على أن التعامل مع هذه المفاهيم بوصفها أعرافاً اجتماعية أو خيارات ثقافية مجردة يُعد خروجاً عن جوهرها الشرعي والقرآني.

وفقا لما أفادته وكالة أهل البيت (ع) للأنباء ــ أبنا ــ قال السيد الخرسان في كلمته خلال مهرجان عبائتي بنسخته الخامسة الذي أقيم اليوم في صحن فاطمة الزهراء (عليها السلام) بحضور ألفي طالبة جامعية:" إن الستر والعفاف ليسا من شؤون الذوق العام ولا من مقتضيات العادة، بل هما من أحكام الشريعة السمحاء وعناوين الهوية الإيمانية، مؤكداً أن فقهاء الأمة الإسلامية أجمعوا على هذا الأصل، واستقر عليه المنهج الأخلاقي في مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)"، مبيناً أن الحديث عن الحجاب والستر لا ينبغي اختزاله في بعد شكلي أو انفعالي، بل يجب إدراجه ضمن منظومة فقهية متكاملة تنطلق من النص القرآني، وتراعي المقاصد الشرعية، وتلحظ الواقع الاجتماعي".

الحجاب وسيلة لصيانة الكرامة ودفع الأذى

وأشار السيد الخرسان في كلمته إلى أن" القرآن الكريم قرر أصل الستر بوصفه وسيلةً لـصيانة الكرامة ودفع الأذى، مستشهداً بقوله تعالى (ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ)"، مبيناً أن هذا التعليل القرآني يربط الحكم الشرعي بوظيفته الأخلاقية والاجتماعية لا بمجرد المظهر الخارجي" مشيراً إلى أن الروايات الشريفة الواردة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) أكدت هذا المعنى، مستشهداً بقول أمير المؤمنين (عليه السلام): العفة رأس كل خير وقوله (عليه السلام): ما زُيّنت المرأة بزينة أفضل من العفة". 

العباءة مصداق للستر الشرعي

وبيّن أن القاعدة الأصولية القائلة: (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب)، تنطبق على مسألة الستر، موضحاً أنه إذا كان الستر الواجب لا يتحقق عرفاً إلا بلباس ساتر كامل يمنع الإبداء والزينة الملفتة، فإن الالتزام بهذا اللباس يُعد امتثالاً تعبدياً عرفياً"، مؤكداً على أن الحديث عن العباءة لا يأتي بوصفها عنواناً زائداً، بل باعتبارها مصداقاً عملياً للستر الشرعي، قائلاً: (إنها الطريق والغاية، ولا غاية من غير طريق)".

الستر ليس تراجعاً أو انغلاقاً

وأكد الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة" أن محاولات تفريغ المفاهيم الدينية من مضامينها، أو إعادة تعريف القيم بمعزل عن مرجعيتها القرآنية والفقهية، تستوجب موقفاً واضحاً، مشدداً على أن العفاف ليس تراجعاً، والستر ليس انغلاقاً، بل التزام نابع من فهم فقهي وأخلاقي متكامل للإنسان والمجتمع"، مشيراً إلى أن إقامة مهرجانات العفاف في رحاب العتبة العلوية المقدسة يمثل وظيفة شرعية وأخلاقية تهدف إلى صيانة القيم العامة، وتعزيز الوعي الديني، وربط السلوك الاجتماعي بالمباني القرآنية والفقهية، بعيداً عن المجاملة أو الانفعال".

العتبات المقدسة منارات للهداية

وأختتم السيد الخرسان كلمته بالتأكيد على دور العتبات المقدسة في نشر الوعي المجتمعي ورسالة الإسلام الخالدة، قائلاً: لم تكن العتبات المقدسة يوماً فضاءات شعائرية فقط، بل كانت ولا تزال منارات للهداية وحواضن للهوية الدينية للأمة"، حيث اختتم كلمته بالدعاء أن يوفق الله الجميع للعمل بما يرضيه، وأن يحفظ النساء والبنات بـحلال العفة وهيبة الستر، مستحضراً قول الإمام الحسين (عليه السلام): (اعلموا أن الله حاميكن وحافظكن وسينجيكن من شر الأعداء)".

يشار إلى أن الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة أقامت فعاليات الحفل المركزي لمهرجان عباءتي الخامس في رحاب صحن السيدة الزهراء (عليها السلام) بحضور السيد الأمين العامّ ونائبه وأعضاء مجلس الإدارة ورؤساء الأقسام إلى جانب رؤساء وعمداء وأساتذة عدد من جامعات النجف الأشرف وبمشاركة 2000 طالبة  جامعية من النجف الأشرف.
.........
انتهى/ 278

تعليقك

You are replying to: .
captcha